كأنه البارحة

كأنه البارحة

عندما التقينا أول مرة في عيادة الطبيب كانت رائعة الجمال وهادئة بشكل لا يصدق تأملتها كثيراً وهي ساكنة في مكانها وتساءلت هل هذه مريضة أم انها صديقة للدكتورة ايمان ؟؟ وفجأة نادت الممرضة عليها لتقوم وتدخل فقد حان دورها هنا تيقنت أنها مراجعة مثلي... وما إن دخلت حتى سألت الدكتورة ايمان من هذه الرائعة التي قبلي وهنا انفجرت الدكتورة بالضحك وقالت لي بابتسامة ساخرة

-أتريد ان تضمها لمجموعة حريمك ايها الشقي ألم تتعلم بعد ؟

-لالالا فقط أريد ان اعرف من هي فقد أبهرتني بهدوئها

-هدوئها أم جمالها الساحر ؟؟؟

وتوالت لقاءاتنا الصامتة في هذه العيادة وعلمت انها مريضة بنفس مرضي حزنت جداً أفتاة كهذه مريضة رحماك ربي.

كأنه البارحة

عندما تكلمنا لأول مرة في المصعد متجهين إلى العيادة

-مرحبا

-اهلا

-الطابق الرابع رجاء

-نعم أعلم

-كيف تعلم

-لأني ذاهب إلى هناك

-ماذا

-رأيتك في عيادة الدكتورة

-أهاااا أتعمل هناك

-كلا أنا مراجع ومريض بنفس مرضك

-الله يشفيك

-أجمعين

كأنه البارحة

عندما تخطينا الحدود وأصبحنا نذهب سويا للعيادة وخصوصا أنها تسكن قريبا جدا مني لكن شاءت الأقدار أن لا ألتقي بها الا في العيادة نتقاسم الأدوية ويذكر أحدنا الآخر بموعد الطبيب واصبجنا احلى مرضى في تلك العيادة التعيسة

كانه البارحة

عندما تدهورت حالتها الصحية واضطرت للرقاد في المشفى وتحولت دنياي إلى سوداء قاحلة ايام لا اعادها الله واذكر اليوم الاخير الذي رأيتها فيه دخلت المشفى كانت مستلقية على السرير كأنها شبح لم تكن هي بل كانت مجرد صورة هيكل عظمي مستلقي هناك

-خفت ان لا تأتي

-لا استطيع التاخر عن حياتي

-ههههه يبدوا ان حياتك ستنتهي

-لا تقولي هذا

-المهم رأيتك خفت أن لا أراك قبل ان أموت

-لا تقولي هذا الكلام ابدا افهمتني حياتي ستكونين بخير اعدك

-لا انت عدني لن تحزن علي ولا تبكي عش حياتك بعدي بالطول والعرض عش لي ولك .

-ارتاحي الان انتي متعبة سأتركك تنامين

كأنه البارحة

عندما دخلت المشفى لأجد السرير فارغاً ذهلت ولم اتمالك نفسي ماذا جرى ذهبت مسرعا إلى الممرضة لم تتكلم لكني فهمت فقد فارقت حبيبتي الحياة هذا كل ما اذكره ولم استيقظ الا وانا ممد في البيت واهلي واصحابي من حولي

كأنه البارحة

مرت شهور عدة وانا منقطع عن العالم لا عالم لدي الان فقد كانت عالمي والان عالمي انتهى ، أقف بالساعات على قبرها احاول ان افهم لماذا انا فوق وهي تحت واعود استغفر ربي لي ولها .....

لم يعد بوسعي ان اصرخ

لم يعد بوسعي ان اناديكِ

لم يعد بوسعي ان أفكر

تلك هي حكايتي من النور إلى التراب

او ما بقي منها بين الجمر والرماد

دمتم سالمين

بقلمي الحزين المتواضع

والله عاشت ايدك على هذا الكلام حبيبي اسير الروح الغالي

وياريت لو بعد تزودنه بكلامك الجميل

شكرا
اخوكم حمزة